
ذكرت مصادر مسؤولة متابعة لتطورات الملف الرئاسي لصحيفة “الجمهورية”، أنه “لم تعد فقط على ما كانت مبعثرة بين التناقضات السياسية، بل مزّقتها ارادة التعطيل بالكامل، وإعادة لحمها من جديد صارت مستحيلة”.وقطعت المصادر الأمل في أن “ينحرف المعطلون عن هذا المسار الذي خطف الرئاسة وألقى بها في غياهب المجهول”، وأشارت إلى أنه “منذ بداية الشغور في رئاسة الجمهورية، وضعنا في حسباننا احتمال ان ينتخب رئيس للجمهورية ضمن فترة لا تتجاوز الشهرين، وعملنا في هذا الاتجاه، وواكَبنا الخارج بدعوات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، فاصطدمنا باستعصاء داخلي، تَجاهَل، لا بل تعالى على دعوات الخارج، وفَشّل كل مسعى داخلي الى رئيس توافقي. كل هذا المسار أوصلنا الى قناعة باتت راسخة بأنّ ثمة ارادة خبيثة لدى البعض بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وخَلْقِ أمر واقع مُفتت على كل المستويات”.
بدورها، ابلغت مصادر معنية مباشرة بحركة الاتصالات المرتبطة بالملف الرئاسي الى “الجمهورية” قولها “انّ اي مسعى داخلي محكوم بالفشل المسبق، وتبعاً لذلك فإنّ حركة الاتصالات متوقفة بالكامل، وليس في الافق ما يؤشر الى انطلاق اي مبادرة جدية في المدى المنظور”.واشارت إلى انّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي كان حتى الامس القريب رافضاً التسليم للتشاؤم ومُصرّاً على التمسك بشيء من التفاؤل حول امكان حلقة التعقيدات في اي لحظة، استنفد كل محاولاته لخلق توافق رئاسي، الى حد انه لم تعد ثمة جدوى من اي محاولة مصطدمة سلفاً بمنطق التعطيل والتحدي والشروط التي لا يمكن ان تنتج رئيساً.ولفتت المصادر الى انّ البعض قد يفترض انّ موقف الثنائي يشكل العقدة المانعة لانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن ان دققنا ملياً في المشهد الرئاسي، ستتبدّى حقيقة لا لبس فيها تفيد ان العقدة الاساس في الملف الرئاسي تكمن في البيت المسيحي المعني مباشرة بالملف الرئاسي، حيث انه يعاني انقساما حادا، ورفضا قاطعا للاجتماع حول مرشّح معيّن.إلى ذلك، أبلغ مصدر ديبلوماسي في باريس الى “الجمهورية” قوله إن “الدول المعنية بالاجتماع الخماسي تنتظر ما سيتقرر في لبنان، ربطاً بـ”رسالة الاجتماع” التي نقلها سفراء الدول الخمس الى القادة في لبنان، وفي ضوء ذلك ستتقرر الخطوات التالية والاجراءات التي ستتخذ وخصوصا من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا”.ولفت المصدر الى ان “التقارير الواردة من لبنان لا تبعث على الاطمئنان، ولا تؤشر الى نية ايجابية لملاقاة حرص أصدقاء لبنان على هذا البلد وعودة التوازن السياسي إليه عبر انتخاب رئيس للجمهورية، بل نلمس مزيداً من الاصرار لدى المكونات على انتهاج مسارات تعمّق أزمة لبنان اكثر، وتمنع المجلس النيابي من اختيار رئيس الجمهورية”.
وردا على سؤال، استبعد المصدر “ما تردد عن زيارة محتملة لمسؤول فرنسي الى لبنان، كما استبعد عودة الدول الخمس الى الاجتماع من جديد، ذلك ان اجتماع الاثنين أدى الغرض المُتوخّى منه، واكد على ما ينبغي على القادة اللبنانيين ان يدركوه وهو ان انتخاب رئيس الجمهورية مسؤوليتهم، واصدقاء لبنان على التزامهم بتقديم الدعم له على مستويات مختلفة، وثمة فرصة محدودة جدا امامهم للاستجابة الى ما تتطلبه مصلحة بلدهم، ومع نفاد هذه الفرصة، ثمة كلام آخر، ومقاربات من نوع آخر للملف اللبناني، لن أتحدث عن عقوبات او اجراءات قاسية، بل اقول بكل ثقة انه سيكون هناك تَعاط حازم جديد ومختلف جدا عمّا سبق مع معطلي انتخاب الرئيس في لبنان