اجازة رئيس الحكومة المكلف في الخارج فرملت عملية التاليف التي يواكبها رئيس الجمهورية بحركة اتصالات ولقاءات لتهدئة الاجواء الداخلية وتخفيف التشنج.
الى ذلك اكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ان كل من يراهن على ان رئيس الحكومة سيأخذ من حقنا ليعطي الآخرين ما ليس لهم مخطئ وسيكتشف انه يضيع وقته، لافتا الى ان البعض يسعى لخلق جو ان الرئيس الحريري يتنازل عن الطائف وعن صلاحيات رئاسة الحكومة وهذا غير صحيح.
وفي حديث تلفزيوني مسائي اعتبر باسيل ان ربط تمسك وليد جنبلاط بتوزير ثلاثة دروز اشتراكيين بالفيتو الميثاقي في المستقبل يصعب الامور مشيرا الى ان الحلول في الموضوع الحكومي سهلة لكن تحتاج لبعض الهدوء، والاهم من تشكيل الحكومة هو تشكيل حكومة تعمل لا ان ندخل ونتقاتل في الداخل….
وفي السياق، وصفت مصادر لصحيفة “الجمهورية” مطلعة اللقاءَ بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس بالإيجابي «ذلك انّ عون لم يكن ينتظر من اللقاء اكثرَ ممّا أراده. فهو دعا الى عقده في اطار مساعيه لتعزيز اجواءِ التهدئة ووقفِ الحملات المتبادلة على اكثر من مستوى.
وشدّد عون على اهمّية تعزيز اجواء المصالحة، وإنهاء الأجواء الضاغطة التي خلّفتها الحملات المتبادلة، وهو ما رحّب به جنبلاط في اللقاء وترجم المتفق عليه في تصريحه على منصّة الرئاسة فور انتهاء اللقاء. بدعوته «المناصرين» الى “تخفيف اللهجة”.
وبحسب المصادر فقد جرى تناوُل الملف الحكومي من باب المجاملة عند الحديث على أهمية انطلاق العمل في المؤسسات الدستورية وهو أمرٌ ينطلق من تشكيل الحكومة الجديدة لمقاربة الملفات المفتوحة على شتّى الاحتمالات. وتوافق عون وجنبلاط على استحالة مقاربة ملف التشكيل والعقد التي تحول دون إتمامها قبل توفير أجواء الهدوء في البلاد بعيداً عن التشنّج.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “الجمهورية” عن مصادر القوات اللبنانية ان القوات متمسكة بما افرَزته الانتخابات، وترفض الاقتصاص او الانتقاص من حصّتها، ومِن هنا فإنّ المفاوضات ستكون طويلة وصعبة وشاقّة، ولكن لا تراجع، وإذا كان المطلوب هو تدوير الزوايا، فهذا يعني تدويرَ زوايا من قبَل الطرفين وليس من قبَل طرف لطرفٍ آخر يَعتبر نفسه منزَّها، والآخَرون يتنازلون له.
الى ذلك، رجح مصدر في كتلة “اللقاء النيابي الديمقراطي” عبر صحيفة “الحياة” أن تكون مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الاتصال برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ودعوته إلى زيارته تمت بتشجيع من الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري، قبل مغادرة الأخير في زيارة خاصة إلى أوروبا، خصوصاً أن الحريري يدعو إلى تهدئة السجالات وإلى الحوار المباشر مع سائر الفرقاء، لإزالة العقد من أمام ولادة الحكومة.
واشار المصدر إلى أن “جنبلاط يرى أن هناك من يتربص بحزبه بهدف تحجيمه قبل الانتخابات وبعدها، على رغم نجاحه في حصد أكثرية الأصوات الدرزية وحافظ على نسبة عالية من المؤيدين في الطوائف الأخرى مع حلفائه، وهو لن يقبل بالتنازل أمام محاولة إضعافه هذه”. واعتبر أن “جنبلاط يتشدد في حصة حزبه بحقيبة خدماتية أساسية مثل وزارة الصحة أو وزارة الأشغال”.