يعود رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى بيروت اليوم، ومِن المقرّر أن يجتمع فور عودته مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للإطلاع منه على رأيه في شأن التصوّر الذي كان قد رَفعه إليه قبَيل سفره إلى الخارج.
أوساط قريبة من ”التيار الوطني الحر” كشفت أنّ الرئيس عون بدأ يضيق ذرعاً جراء أزمة تشكيل الحكومة.
وأشارت الأوساط في حديث إلى صحيفة “الجمهورية” إلى أنّ العلاقة بين الرئيس عون والحريري لا تزال على متانتها، ولكنّ عملية التأليف باتت تُملي الاتفاق على الحكومة، وعدم انتظار الوقت الضائع، أو الإملاءات التي وُضع جزء منها في التشكيلة التي قدّمها الحريري لعون ورُفِضت.
واعتبرت الأوساط أنّ الحريري راعى في التشكيلة مطالب سعودية، منها تخصيص ”القوات اللبنانية” بخمسة مقاعد.
وكان الحريري التقى أمس الأول في باريس وزير الخارجية جبران باسيل وبحث معه في تشكيل الحكومة.
مصادر سياسية بارزة في “التيار الوطني الحر” قالت لصحيفة “الأخبار” إن لقاء باسيل والحريري كان طويلاً وجدياً، ولا توجد مشاكل. وأوضحت أن رئيس الحكومة بات يدرك أن التأخير في التأليف لم يعد مبرراً، وبالتالي بات لزاماً أن يغادر مربع إرضاء الجميع إلى مصارحة كل الأطراف بالأحجام التي تستحق أن تتمثّل بها في الحكومة، إذ إن من يطالبون بحصص أكبر من حجمهم هم من يؤخرون عملية التأليف، فليس منطقياً أن يطالب الاشتراكيون بثلاث حقائب والقوات بخمس. عندها، بالنسبة والتناسب، يحق للتيار 10 وزراء من دون احتساب حصة رئيس الجمهورية، إلا إذا كان رئيس الحكومة يريد إعطاءهم ذلك من حصته. ونقلت المصادر عن الحريري أنه لا يزال رافضاً أي تمثيل لسنّة 8 آذار في الحكومة.
صحيفة “الأخبار” أشارت إلى أن رئيس مجلس النواب استمر على تشاؤمه لليوم الثاني على التوالي، متسائلاً عن الأسباب التي تدفع الحريري إلى التأخر في البدء بالعمل على التشكيل بشكل جدّي. وربط برّي في تساؤلاته بين الظروف الخارجية والتطورات في الإقليم، وبين التأخير في تشكيل الحكومة، على اعتبار أن العقد الداخلية، وإن كانت صعبة، لكنها ليست مستحيلة ويمكن حلّها إذا انطلقت الحوارات بين الأطراف.