توجّه رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، في كلمة له خلال اللقاء السنوي للإغتراب ال​لبنان​ي، إلى المغتربين قائلاً “ايها المحرمون من ارضكم وفي ارضكم ويا من تنتشرون على مدار الشمس السلام عليكم. في مقدمة اللقاء لن أحاكي لبنان المقيم فحسب رغم ان لي على منابره الكثير الكثير من أحاديث القلب مع كل جهاته وفئاته، وسيكون لي قريبا لقاء معه من خلال زهرة شطآنه في ​مدينة صور​”، مشيراً إلى “أنّني انتبهت الى ان مشاركتكم في ​الانتخابات​ كفاتحة للمشاركة الدائمة، ولم تكن كثيفة وذلك بفعل اقصائكم بات الوطن المقيم ينظر اليكم كصوت أبيض في الصندوق الأسود”.

وركّز بري على أنّ ” لا أحد من المسؤولين في السلطة يعرف ​الاغتراب​ ومعاناته ومتطلباته فنحن انتم، كلنا على مساحة المعمورة، ولا أحد يعرف الغربة مثلا وكيف نكون مدججين بالشوق الى الوطن، شوقنا اليه ونحن في ذات صباح وذات مساء. هم يعرفونكم كطائفيين لا كلبنانيين، هم يعرفونكم كتجار لا ككادحين، والحقيقة حتّى الآن إنّهم لا يعرفون انّكم لبنان الحقيقي مهما حاول بعض الصاغة التقليد”، منوّهاً إلى “أنّني اكتشفت في البرازيل أنّ الجيل الثالث منهم لا يعرف شيئا عن الوطن الأم وقد تقهقرت العلاقة به، في حين ان الأجيال نفسها تحتلّ عشر هيكلية الدولة البرازيلية، هذا الأمر سحب نفسه برلمانيّاً على 19 بلداً”.

وشدّد على أنّ “اللبنانيين قوّة برلمانية مذهلة وقوّة عمل ضاغطة وقوة إنتاج على مساحة العالم، وهناك شخصيات إغترابية توازي قوّتها المالية حجم ديون لبنان. لذلك أنتم تعرفون كلّ لغات الأرض وتعلّمتم الديمقراطية، واستدعي حضوركم القوي على مساحة القارة الحلم أفريقيا”، مشيراً إلى “أنّني أتوجّه اليكم على مساحة شمسها وأرضها وأتوجّه إلى خلف البحار للغاية نفسها في أستراليا وكندا والولايات المتحدة الأميركية الّتي استقبلت أبناءنا وصاروا فيها قضاة ورجال أعمال، لأقول لكم لا تخافوا من الانتخابات النيابية 2018 بل خافوا عليها وصوّتوا بلا تردّد وخوف، وأنا أعلم الضغوط الّتي تمارس عليكم وأنّ الاستهداف للمقاومة أوّلاً”.

ولفت بري إلى “أنّني أتوجّه إلى جميع الأهل الّذين يتواجدون في وروبا أبناء القارة المتجددة إلى ألمانيا الّتي استقبلت مليون لاجىء سوري بكلّ إنسانية واخلاق وتتعامل مع حالتهم المؤقتة حتّى استعادة سوريا استقرارها بكلّ نبل ولطافة، أتوجه إلى ألمانيا الّتي فتحت ذراعيها أمام عشرات آلاف اللبنانيين الّذين اكتسبوا الفرص فيها، وتعلّموا فيها على الديمقراطية، أتوجّه إلى برلين الّتي أصبحت مختبراً لتعايش الأديان واحترام الفرد وحقوقه، أنتم المعنيون أن تكونوا طليعة هذا الاستحقاق، وأدعوكم للتصويت للأمل والوفاء في لبنان المقيم وعلى مساحة عالم لبنان المنتشر”.

وأشار إلى “أنّني اتوجه اليكم واستدعي همّتكم للمساعدة في صناعة برلماننا، ولا ننكر انّ مشاركة الإغتراب وتمثيلهم سيكونان منقوصين هذه المرّة ولكن سيكونان فاتحة لقانون انتخاب نأمل أن يكون أكثر تمثيلاً ذات يوم، وأن يتمكّن المغتربون من انتخاب ممثّليهم، ولرفع المستوى لصالح “الأمل والوفاء” لنتمكّن من بناء مجتمع المقاومة للعدو الاسرائيلي الّذي يهدد حدودنا الجنوبية البرية والبحرية”، مستذكراً في هذا اليوم “مجزرة قانا الّتي حصلت مثل يوم الغد من سنة 1996 عبر استهداف كرة النار الإسرائيلية للأطفال والشيوخ الّذين احتموا في مقر “اليونيفيل” تحت علم الأمم المتحدة”، مبيّناً أنّ “المعركة الآن هي معركة بين الطائفية والديمقراطية”.

وتوجّه بري إلى أهل البقاع وعكار، مشدّداً على أنّه “لن يكون الآتي مثل السابق معكم خاصّة في ما يتعلّق بقانون العفو”، داعياً إلى “الإقتراع لبرنامجنا الوطني الّذي أعلنّا عنه والّذي تضمّن التزام العمل بتحقيق أوسع تمثيل للإغتراب والمرأة، والّذي يتضمّن التزامنا العمل لدعم جيشنا وأجهزتنا الأمنية للوصول إلى تنفيذ القرار 1701، والعمل على الصعيد الإغترابي لإطلاق فعاليات المغتربين في وزارة الخارجية من خلال البدء بإرسال مراقبين لمساعدة السلك الدبوماسي في الخارج وإرسال ملحقين اغترابيين وعدم الإكتفاء بالمكاتب المفتوحة، توسيع قاعدة مشاركة الناخبين من بلاد الإغتراب واستعادة الجنسية لفاقديها بسبب الإهمال، إعادة تكليف قنصل اغترابي في البلدان الّتي تضمّ جاليات لبنانية، إنشاء ودعم المدارس اللبنانية وإقامة العلاقة وتعليم اللغة العربية وإنشاء بروتوكولات بين الجامعات اللبنانية وجامعات الخارج”.

ونوّه إلى أنّ “الآن، إذا أراد أي مغترب إرسال مبلغ مالي، يخضع للتحقيق، الأمر الّذي يشكّل إشكالًا بعد أن كان لبنان يستفيد بـ7 مليار دولار”، مؤكّداً أنّ “الإستحقاق الإنتخابي فرصة حقيقة لإطلاق أدوار الدولة لوقف بيع الماء في حارة الساقيين، مثل هؤلاء ليس في تاريخهم سوى اللعب على وتر الحساسيات الطائفية الّتي دمّرت لبنان، ومع ذلك لا أحد يتعلّم ويحفظ الدرس. لبنانكم يحتاج إيمانكم به بعد الله، المديونية جعلت من بلدنا يستدين على مستقبل أبناءنا المقيمين والمغتربين”، لافتاً إلى “أنّني في هذه الأيام المباركة ومن أجل أن تستمرّ مواسم الأعياد، أدعوكم مجدّداً لمشاركتنا في كلّ لبنان خصوصاً في الجنوب وكلّ لبنان، وإلى التزام لوائح “الأمل والوفاء”، محذّراً من أنّ “الوقائع في الشرق أسوطية وصلت إلى الذروة وفشلت في تحقيق التقسيم، لا سيما بعد الإعتداء الآثم على سوريا والإعتداء الّذي سبقه من إسرائيل والّذي أسقط عدد من الخوة الايرانيين”، مركّزاً على أنّ “إفشال التقسيم حقّقته مقاومة شعوبنا ونتوقّع إعلان استكمال اعلان الإنتصار على الإرهاب في العالم العربي”.